عــودة 

الإدارة المدرسية المعاصرة

مقدمه

تولي الدول المتقدمة اهتماماً كبيراً في التربية والتعليم و تركز اهتمامها على إدارة قطاع التعليم أكثر من مادته وبرامجه. حيث أن الإدارة الحديثة المواكبة للعصر لابد وأن تكون متوافقة مع المفاهيم الإنسانية والنظريات العلمية الحديثة.. والتي تقوم على الإهتمام بالانسان وتكريمه واحترامه لكي يقوم بدوره بكفاءة وإتقان. حيث أن العلاقات التي تقوم بين الفئات المختلفة داخل الصرح التربوي وفهم أدوار كل منها تتطلب دراسات وأبحاث تساعد مديري المدارس في أداء واجباتهم التربوية المنوطة بهم و التي يرجوها منهم المجتمع.

ونظراً لأهمية المدرسة في حياة المجتمع ودورها الهام الذي تقوم به في إعداد الأجيال فإن إداراتها تحتاج إلي كفاءة ومقدرة عالية تتناسب مع حجم هذه المسؤولية وتسيير أمورها في مناخ صحي سليم.
ولهذا فعلينا أن نستشرف هذه المهمة ونقدم هذا البحث من خلال دراسات متعددة قدمها أساتذة الفكر والتربية في مجال الإدارة المدرسية لعلها تكون معينة ومفيدة في هذا المجال.
وقد تناولنا في هذه الدراسة البحثية عدة أمور هامه تعد من أساسيات الإدارة المدرسية.
 

أولاً: أهمية المدرسة كمؤسسة تربوية في عصرنا الحديث

تعد المدرسة مؤسسة تربوية هامة لا تقل دوراً عن الأسرة.. وهذا الدور يتكامل مع باقي المؤسسات التربوية الأخرى التي تشارك في تربية وإعداد وتنشئة التلاميذ وتشكيلهم بالصورة المثلي التي تجعل منهم مواطنين صالحين يحملون راية المستقبل لوطنهم .
وهى أيضاً مركز ممارسة و تعليم أنشطة ومهارات تلبي احتياجات التلاميذ مادياً ومعنوياً. وهى تعدهم اعداداً سليماً وصحيحاً داخلها عن طريق تدريبهم على التعاون والتضامن و بناء علاقات إنسانية بينهم ثم بين المدرسين والعاملين الآخرين.
وإذا كان المجتمع ينظر إلى المدرسة على أنها مؤسسة تعليمية فقط فقد تغيرت هذه النظرة وأصبح ينظر إليها على أنها مؤسسة اجتماعية تربوية لأنها أصبحت تحقق هدفين هما الإعداد العملي والفني للحياة العملية والإعداد الاجتماعي للتوافق مع المجتمع والتكيف معه.

ونخلص من هذا إلى أن وظيفة المدرسة أصبحت:-

  1. إعداد القوى البشرية القادرة على الإنتاج
  2. اكتساب الخبرات الإنسانية
  3. إعداد المواطن الصالح بشخصيته المتكاملة
  4. تعليم فن قيادة المجتمع
  5. إحداث تغيير اجتماعي للأفضل
  6. إحداث التغيير الملائم للتنمية الاقتصادية
  7. حفظ واستمرار التراث الثقافي
  8. تصفية وتنقية التراث الثقافي من الشوائب الغريبة عنه

وكل هذه المهام والوظائف الهامة والحيوية لإعداد شباب المستقبل لابد لها من إدارة تربوية ومدرسية على قدر من الكفاءة والخبرة والمسؤولية الفعالة. لذلك يجب أن تكون المدرسة هي التي تترجم هذه الإجراءات لتربية التلاميذ في عملية متكاملة حتى يتحقق الهدف المنشود منها.

و أهداف المدرسة تتلخص في:

  1.  الكشف عن ميول التلاميذ وقدراتهم وتوجيهها للصالح العام
  2.  العمل على تنمية شخصية التلاميذ وتكاملها
  3.  التربية السليمة وتشجيع الأطفال والشباب على الابتكار والتجديد
  4.  تعليم التلاميذ معاني ممارسة الحرية المنضبطة داخل وخارج المدرسة
  5. التربية السليمة للنشىء وغرس روح الانتماء والمواطنة الصالحة فيهم
  6.  إعدادهم لفهم ماضيهم ومعايشة حاضرهم واستشراف المستقبل ومواجهة كل التغييرات
  7.  الاهتمام بالتربية العقلية والجسدية والنفسية والخلقية الاجتماعية
  8.  العناية بالطلبة الفائقين والمتعثرين على حد سواء

ولكي تحقق المدرسة هذه الأهداف فلابد أن تكون لها مواصفات معينة.

مواصفات المدرسة :
إذا أردنا أن تحقق المدرسة أهدافها المنشودة لابد من توافر العناصر التالية:

  1. مدير مدرسة مؤهل له صفات القيادة و الفهم و الوعي
  2. مدرسون أكفاء معدون إعداداً جيداً يشعرون بالفخر بعملهم
  3. منهج دراسي يحقق طموحات وغايات التلاميذ في كافة المراحل العمرية
  4. برنامج مدرسي يراعى كافة حالات التلاميذ والفروق الفردية بينهم في تناغم
  5. خدمات إرشادية تعليمية ونفسية واجتماعية معينة للتلاميذ
  6. برنامج علاقات عامه مترابط جيداً مع المجتمع
  7. إعداد متابعة جيدة وتقارير تقييم التلاميذ من كافة النواحي
  8. تقديم المدرسة كل ما يعين التلميذ على تقييم نفسه ذاتياً

و بذلك تكون المدرسة معنية بالحفاظ على مقومات الحياة الإنسانية و مكونات الحضارة وأنماط السلوك و القيم و المعارف والخبرات. و حيث أن التربية و التعليم من أساسيات حياة الأمم و الشعوب المتحضرة، و نظراً لأهمية هذه العملية في رسم مكونات المجتمع كان لابد للمدرسة مما اصطلح على تسميته ( الإدارة التربوية ) - التي يدخل ضمن اختصاصها ( الإدارة التعليمية ) - لأنها هي التي ستمنح المجتمع في المستقبل صورته الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ونحن نعلم أن كل نشاط بشري لابد له من إدارة تتميز بقيادة واعية و سليمة. وتكون أداة تغيير وتقدم واستقرار تساير التغيير وتعمل على التوافق معه. فالإدارة، إذاً، هي أداة القيادة التي يحقق المجتمع أهدافه المنشودة من خلالها.

ثانياً: تعريف الإدارة المدرسية

إن أردنا أن نتعرف على معنى كلمة (الإدارة) نجد أن المتخصصون قد أقروا عدة تعريفات و مفاهيم نورد منها:-

  • أن الإدارة نشاط بشرى هادف يهتم بتنظيم شؤون الجماعة
  • أن الإدارة تنظيم معين لتسيير وتنفيذ أعمال مختلفة يقوم بها عدد من الأفراد
  • أن الإدارة فن يجيده من يتمرس عليه ويحتاج إلى موهبة وابتكار وحسن تصرف
  • أن الإدارة علم من العلوم له مقوماته وأسسه وأصوله ونظرياته المهمة
  • أن الإدارة هي علم وفن وخبرة وأخلاقيات ومثل وقوانين يحتاج إليها المجتمع 
  • أن الإدارة هي مراحل اتخاذ القرار والرقابة على أعمال الآخرين لتحقيق هدف معين
  • أن الإدارة هي فن توجيه النشاط الإنساني
  • أن الإدارة هي نوع من الجهد البشرى يتميز بدرجة عالية من الرشد

و الى جانب كل هذه المفاهيم نجد أن هناك مفهوما عصرياً حديثاً للإدارة يتلخص في أن الإدارة هي التحدي القوي و التصدي الدقيق لما يجب على الأفراد عمله، ثم التأكد على أنهم يؤدون تلك الأعمال بأحسن وأفضل وأكفأ الطرق.

أما (الإدارة المدرسية) فانهم ينظرون إليها كعلم وفن في آن واحد لأن لها مجموعة من الأفكار والحقائق والمفاهيم تساعد على التنبؤ والتوقع والفهم الصحيح . و قد أوردوا لها عدة تعاريف و مفاهيم، منها:

  • الإدارة المدرسية: هي الجهود المنسقة التي يقوم بها فريق من العاملين فى الحقل المدرسي بغية تحقيق الأهداف التربوية
  • الإدارة المدرسية: هي كل نشاط تتحقق من ورائه الأغراض التربوية وتوجيه الخبرات المدرسية
  • الإدارة المدرسية: هي ذلك الكل المنظم الذي يتفاعل بايجابية داخل المدرسة في منظومة عامة
  • الإدارة المدرسية: هي توجيه نشاط مجموعة المدرسين والتلاميذ والآباء نحو تحقيق هدف المدرسة
  • الإدارة المدرسية: هي مجموعة من العمليات التي يقوم بها أكثر من فرد بطريقة المشاركة والفهم المتبادل وهو جهاز يتألف من ( مدير مدرسة و نائبه و الأساتذة المدرسين و الموجهين و الإداريين )

و بناء على ذلك و توخياً للدقة و الوضوح يمكننا أن نخلص الى تعريف الإدراة المدرسية على أنها الوحدة الإدارية التي تقوم بتنفيذ السياسة التعليمية عمليا في المدارس.

و لكل مدير مدرسة أن يتبنى من بين هذه التعاريف المتعددة التعريف المناسب له وفق مبادئه وفلسفته، حيث ينبغي على الإدارة في التعليم ومؤسساته أن توفر المناخ التربوي التنظيمي الذي يتمشى مع التطور لأن الإدارة المدرسية هى ادارة  لعملية إنتاج هام، بل و على أعلى درجات الأهمية، حيث أن حياة التلاميذ وكل ما تشمله من تحصيل وعلم ومعرفة واستيعاب وأنشطة تعتبر عملية إنتاج مؤجل نسبياً، أو غير منظور في وقته، و هو انتاج الإنسان الذي ستكون له قيادة المجتمع في المستقبل. و من أهم خصائص الإدارة المدرسية معرفة الأسس التي يبني عليها التعامل مع العنصر الإنساني وفهم العلاقات الرسمية وغير الرسمية القائمة بين الفئات المختلفة التي تتكون منها المدرسة.

ثم أن هناك خلطاً شائعاً بين مفهومي (الإدارة المدرسية) و (الإدارة التعليمية) كان لا بد من التنويه اليه.
فالإدارة المدرسية: هي كما أوردنا الوحدة الإدارية التي تقوم بتنفيذ السياسة التعليمية عمليا في المدارس.
أما الإدارة التعليمية: فهي الجهة المختصة برسم و تأطير السياسة التعليمية ووضع الخطط لها.

و علاقة  الإدارة المدرسية بالإدارة التعليمية تعتبر علاقة الجزء بالكل.. بمعني أن الإدارة المدرسية تعتبر جزءاً تنفيذياً من الإدارة التعليمية.. حيث تقوم الإدارة التعليمية بتقديم المساعدات والحاجات المادية والبشرية وغيرها للمدارس ، والإشراف والرقابة عليها فنياً وإدارياً. أما الإدارة المدرسية فيرأسها مدير مدرسة وظيفته تنفيذ العملية التعليمية وتحقيق أهداف المدرسة السابق الإشارة إليها بالمشاركة مع المدرسين والعاملين بالمدرسة.

و بالإضافة الى ما ذكرناه يتعين على الإدارة المدرسية أن تهتم بالفئات التالية:

  • فئة العاملين في مجال التربية
  • فئة المتأثرين بالإدارة المدرسية ( مدرسين ، تلاميذ ، أولياء أمور ) .
  • فئة مديري المدارس والمشرفين
  • طلاب الدراسات الجامعية العامة

ثالثاًً: أبعاد الإدارة المدرسية

ان نظرة سريعة إلى مدير المدرسة في هذه الأيام توضح لنا أنه يقوم بعمل في منتهى الحساسية وتتزايد مشاكله وتتعقد كل يوماً بعد يوم نتيجة التطورات والتغييرات السياسية والاجتماعية والثقافية. وأصبح مدير المدرسة يبذل جهداً كبيراً في الوقت الذي يقابل فيه مشاكل أكثر. و لكي يستطيع القيام بهذا الدور بنجاح يجب أن تكون أعماله مستنيرة و مبنية على خطة مرسومة.

مدير المدرسة وبناء فلسفته:
يجب على مدير المدرسة أن يعرف ما يعرفه ربان السفينة، أي ما هي وجهته؟ وكيف يسير نحوها ؟
وعليه أن يبني فلسفته لإدارة المدرسة على أسس من التطبيقات التربوية المعاصرة و ضمن إطار الفلسفة العامة للمجتمع، حتى يضمن نجاح ادارته و فعاليتها. و لا بد أن تكون فلسفته ذات وجهين: الأول يخص البرنامج الدراسي، و الثاني يخص الإدارة المدرسية. و هذان الوجهان يجب أن يكونا متوافقين ومتلائمين مع بعضهما.
و يجب على مدير المدرسة ألا يلقي بالاً للفلسفات التي تنحو كثيراً إلي المثالية، أو عدم الواقعية، أو التي لها أثر محدود عند التطبيق. و الإجابة على الأسئلة التالية تساعد مدير المدرسة في بناء فلسفته:

  • كيف سيدير المدرسة وعلى أي قاعدة سيقوم بذلك؟
  • كيف سيقابل المشاكل السلوكية التي تظهر في المدرسة؟
  • ما الطريقة التي يخبر بها الآباء عن تقدم أبنائهم؟
  • ما نوع برامج التدريب التي سيقوم بها أثناء الخدمة؟
  • ما القاعدة التي سيسير عليها في توزيع الصفوف على المدرسين؟
  • ما القاعدة التي سيوزع على أساسها التلاميذ على الصفوف ؟
  • ما نوع العلاقة التي ستكون بين المدير والمدرسين؟
  • كيف سيكون تنظيم الصف اللازم تطويره وتحسينه؟

وعندما يجيب مدير المدرسة على هذه الأسئلة سيجد نفسه قد كون خطاً إرشادياً عاماً يعكس فلسفته ويساعده على العمل المنظم. وعلى هذا يكون السلوك الإداري وتحليل المواقف وإدارة المدرسة وخلق المناخ التربوي داخل المدرسة يتأثر إلى حد كبير بالفلسفة التربوية التي يتبناها ويؤمن بها مدير المدرسة. و مدير المدرسة الناجح يستطيع أن يفرق بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح و بناء على ذلك يتخذ قراراته، و هو لا يتمسك دائماً بأن ما يعرفه أو يعتقده هو الصحيح.
و لا داعي لتأكيد حاجة مدير المدرسة الى إدراك أهمية تنفيذ المهمة التي أنيطت به على وجه حسن. فمدير المدرسة الناجح يعمل جاهداً على رفع الروح المعنوية للمدرسين والطلاب. ويهتم بالأخلاقيات ويعمل بطريقة مثالية لتنمية ورفع الكفاءة التعليمية للتلاميذ الذين يشرف عليهم، ويبدى اهتماماً بالغاً ببرامجهم الخاصة، والمناهج التي تعينهم وتصلح شأنهم. و عليه أن يتمرس في القدرة على اتخاذ القرار بجانب دراسته للعلاقات الشخصية.

و لفد صنف علماء النفس التربوي السلوك الإنساني في ثلاثة تصنيفات هي:

  • السلوك المعرفي: و يشمل التفكير و التسبب و حل المشاكل و التذكر و الإدارك.
  • السلوك الحركي: و يشمل الأنشطة الحركية مثل المشي و الكتابة و الكلام.
  • السلوك العاطفي: و يشمل الاتجاهات و العواطف و القيم و الميول و الدوافع.

القيادة التربوية المدرسية:
يعتبر مدير المدرسة أكثر الأشخاص تأثيراً على البرنامج الدراسي فهو يقود الآباء والتلاميذ والمدرسين من خلال وظيفته، فالقيادة وظيفة وليست مركزاً. إنها مجموعة من العلاقات الإنسانية وطريقة القيام ببعض المسؤوليات، وتعود أهميتها وبعدها إلى أنها تمثل فن اختيار وخلط عدة مكونات ومهارات و ينتج عنها ما يظنه البعض أنها قيادة حسنة أو غير حسنه. فمدير المدرسة لا يكون قائداً تربوياً بمجرد تعيينه في هذه الوظيفة بل عليه أن يفهم معنى القيادة ليكون قادراً على القيام بوظائفها.
وكلما ازداد القائد خبرة ازدادت حكمته في اتخاذ القرارات و ازدادت حيازته للقوة التي يمكن أن يكتسبها من مركزه. والقيادة عمل مهم يظهر أثره في توحيد سلوك الجماعة في موقف معين، كما أنها أيضاً استمالة أفراد نحو تحقيق هدف مشترك يتفقون عليه.
و تظهر أهمية دور مدير المدرسة في مقدار صحة توقعاته لمستوى كفاءة المدرسين و في مدى التأئير على مستوى التدريب في الصفوف و تحصيل التلاميذ  و في تحقيقه الكامل لوظائف المدرسة ومناهجها و ضبط تلاميذها.
وهناك طرق عدة للقيادة تختلف بالضرورة تبعاً للوقت و الأشخاص و المهمة التي يجب على مدير المدرسة تحقيقها كقائد تربوي.
والقيادة الناجحة تنتج عن الجهود الصادقة و القدرة على العمل المخلص.

و  قد تمخضت الدراسات والتحليلات المتعلقة بالقيادة الإدارية عن ثلاث مدارس هي:

  • مدرسة تؤكد على ( الشخصية ) وتركيبها ونوعيتها
  • مدرسة تؤكد على ( الموقف ) وهذه تنتشر بين علماء النفس والاجتماع
  • مدرسة تؤكد على ( ديناميكية الجماعة ) أو حركة الإدارة من خلال العلاقات الإنسانية

لذلك فإن هناك ثلاث تصورات عامة للقيادة تتمثل فيما يلي:

  • التصور الأول يشير إلى أن القيادة عبارة عن حالة متلازمة مع الفرد أو هي وراثية
  • التصور الثاني يرى أن القيادة تتمثل في صفوة من لديهم ذكاء عال ولديهم صفات القيادة
  • التصور الثالث أن أغلب الناس أو كلهم تقريبا لديهم صفات قيادية

و هذه الاختلافات بينهم تجعل مهمة القيادة صعبة جديرة بالاهتمام وخاصة في المؤسسات التعليمية التي يقودها مديرو المدارس والمعلمون. و عموماً و من خلال الدراسات التي أجراها العلماء في مجال القيادة فقد استطاعوا أن يضعوا تعميمات حول القيادة منها :

  • أن القيادة نتيجة التفاعل وليس المركز
  • القيادة لا تنتج عن المركز الوظيفي ولكن عن كيفية سلوك الشخص في أداء مهمته
  • إن مهنة القيادة في الشخص تعتمد على إدراك الجماعة له
  • الطريقة التي يزاول بها القائد دوره تحدد إجراءاته
  • القيادة تتبنى الأعمال الموجبة تجاه أنشطة الجماعة أو الأشخاص
  • القيادة تحمى اتجاهات الجماعة ومعاييرها

وهناك أيضا مهارات يجب أن يتصف بها القادة التربويون ذكرها دارسوا العلاقات الإنسانية:

  • مهارات السلوك الشخصي: وتشمل مشاعر مدير المدرسة تجاه المدرسين والتلاميذ، ولابد أن يطابق احتياجاته مع احتياجات المدرسين والتلاميذ، ويتعلم كيف يسمع بانتباه، ويمسك عن النقد والتعليقات الساخرة، و يساعد كل مدرس وتلميذ لكي يشعر بأهميته، ولا يدخل في المجادلات والمهاترات.

  • مهارة الاتصال: يقوم بعمل اتصال جيد لمتابعة عمل المدرسين وتحصيل التلاميذ كجزء روتيني من وظيفته.

  • مهارة المساواة: لابد أن يعرف أن القيادة مشاركة وليست احتكاراً، و يعلم أن كل واحد من المدرسين و التلاميذ له أهميته الخاصة.

  • مهارة التنظيم: وهى تنمية أهداف قصيرة وبعيدة المدى، وتفتيت المشاكل الكبيرة إلى صغيرة والعمل على حلها، وإتاحة الفرصة للمدرسين والتلاميذ لممارسة المسؤوليات كل حسب دورة.


أساليب القيادة المدرسية:
يجب علي مدير المدرسة أن يفحص الدور الذي يقوم به، لأن بعض مديري المدارس يشعرون بأنهم ديمقراطيون ولذلك يشعرون بالذنب عندما يصدرون قرارا دون مشاورة المدرسين فيه بينما البعض الأخر يكونون عكس ذلك ويتفادون إجراءات مشاركة المدرسين خوفا من أن يتهموا بالتخوف وعدم تحمل المسؤولية. لذلك يجب عمل توازن بين هذه الاختلافات في الأساليب الإدارية. و فيما يلي عدة طرق لاتخاذ القرار الذي له علاقة بأساليب القيادة المدرسية:

  • المدير يتخذ القرار ثم يعلم المدرسين
  • المدير يتخذ القرار ويروجه علي المدرسين مع بذل الجهد لإظهار أهمية القرار
  • المدير يتخذ قرارا تجريبيا ويختبره بين المدرسين ويري تأثيره
  • المدير يستشير المدرسين في مشكلة للحصول علي أفكارهم
  • المدير يشارك المدرسين في اتخاذ القرار وتنفيذه

ومن خلال هذه الطرق السابقة فعلي مدير المدرسة أن يختار الأسلوب أو الطريقة التي تتناسب مع دوره القيادي.

و بعد ذلك هل لنا أن نتساءل ونجيب عن هذا السؤال:

 كيف يكون مدير المدرسة قائدا رشيدا؟

هناك عدة أسس للقيادة الرشيدة للمدرسة منها.

  • أن يكون لمدير المدرسة كقائد تربوي فلسفة تربوية شخصية خاصة به

  • أن يكون لديه إيمان بقيمة الإنسان وأنه أفضل المخلوقات علي الأرض

  • أن تتوافر لمدير المدرسة المهارات العلمية والفنية والصفات الشخصية المناسبة، بحيث لا يكون أقل تأهيلا أو خبره من بعض المدرسين فيضع نفسه في حرج ويصعب عليه تحقيق دوره القيادي المنوط به

مبادئ القيادة المدرسية:
بعد كل ما تم عرضة سابقا يظهر لنا جليا أن هناك عدة مبادئ تتعلق بالقيادة يجب أن تؤخذ في الاعتبار ويجب أن تظهر آثارها في الأعمال التي يقوم بها مدير المدرسة إذا أراد الحصول علي فعالية أكثر من المدرسين والتلاميذ . واهم هذه المبادئ:

  • أن يكون مدير المدرسة منسقا ويعرف ما هو الأهم
  • يجب أن يكون ذا شفافية لحاجات الأفراد ويتعرف علي حاجات المدرسين ويمنحهم الفرصة ليؤدي كل منهم مساهماته
  • يجب أن يساعد المدرسين ليكونوا ذوي حساسية لبعضهم ويهتموا بمسؤولياتهم
  • يجب أن يبذل مدير المدرسة جهدا كبيرا ليكون كل عضو من المدرسين ناجحا، لفهم الصورة التي تعكس قيادة المدير للمدرسة
  • يجب علي المدير استعمال أسلوب العلاقات الإنسانية حتى يتوفر المناخ المناسب المتصف بعلاقات الصداقة
  • يجب علي مدير المدرسة أن يشجع المدرسين علي المشاركة في تحديد الأهداف المدرسية
  • يجب علي مدير المدرسة أن يكون قادرا علي التعرف علي التدريس الجيد حتى يحترمه المدرسون ويقبلون قيادته

صفات أو مميزات مدير المدرسة كقائد تربوي:
يجب أن يتصف مدير المدرسة كقائد تربوي بصفات شخصية و مهنية و اجتماعية مميزة، وهي لازمة وضرورية له، بالإضافة إلي مظهره الخارجي الذي يؤثر علي قبوله من المدرسين و التلاميذ كقائد لهم. ولا يمكن لمدير المدرسة أن يكون ماهرا و لا مقبولا من مرؤوسيه إلا إذا كان له من الشخصية والفاعلية و الفضائل ما تزكيه.

ما المشاكل التربوية التي تقابل مدير المدرسة:
من أولى المشاكل التي تقابل مدير المدرسة كقائد تربوي هي عملية ضبط المدرسين . لذلك فإن تشجيعهم يساعد علي إبقاء الأعمال المدرسية في مستوي مهني جيد. و لكي يتم ذلك علي مدير المدرسة أن يتبع ما يلي:

  • الحرص علي رعاية المدرسين
  • إعداد المدرسين عقليا وتهيئتهم
  • مناقشة المشاكل علي مستوي مهني تربوي

و الإداري المدرسي أو مدير المدرسة الناجح يعمل جاهدا لرفع الروح المعنوية للمدرسين والطلاب ويهتم بالأخلاقيات ويعمل بطريقة مثالية لتنمية و رفع الكفاءة التعليمية للتلاميذ الذين يشرف عليهم. و هو يتصف بروح الصداقة و التعاون في تنفيذ دوره القيادي في المدرسة. و يري الكمال في الحق الذي هو الغاية القصوى للإنسان. وهذا يقلل من غياب المدرسين ويزيد من انتاجيتهم حيث يقدم المدرسون كل إمكانياتهم من أجل تحقيق الهدف المنشود.
وعلينا أن نعلم أن رجل القيادة المدرسية أو الإدارة المدرسية لا يمكنه العمل في المدرسة دون أن يكون لديه اطلاع و إلمام واسع بنظريات الإدارة بصفة عامة و الإدارة المدرسية بصفة خاصة. وهذا الفهم الدقيق لكل ما يتصل بإدارة المدرسة يسهل عملية بلوغ المدرسة والعاملين والدارسين فيها لهدفهم المنشود بكفاءة عالية.
ويجب على مدير المدرسة الأخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرار لحل أي مشكلة تعرض عليه أن يراعي الخطوات التالية:

  • التعرف علي المشكلة وتحديدها
  • وضع معايير للحكم يمكن بها تقييم الحل المقبول
  • صياغة واختيار الحل المفضل
  • وضع الحل المفضل موضع التنفيذ

و هكذا تكون المدرسة إحدى المؤسسات التي تعمل لصالح المجتمع. و يتوقف بقاؤها على تطور ما تقدمه من خدمات للغالبية العظمي من الناس.
و من التساؤلات التي يمكن أن تطرح في هذه المناسبة، أنه إذا كان مدير المدرسة يملك فرصة التأثير في التنظيم الاجتماعي وفروعه علي مستوي مدرسته، فهل يستطيع أن يؤثر في الأنظمة الأعلى في إدارات التربية و التعليم؟
فالمدرسون ينظرون إلى المشرفين الفنيين علي أنهم من غير تنظيماتهم الاجتماعية، لأنهم يراقبون أعمالهم بالشك !!
و من هنا يتعين علي مدير المدرسة أن يدرس التركيبات الاجتماعية الأعلى ليقرر المدى الذي به يمكن أن تستجيب التنظيمات الأعلى للمشاكل والأفكار و التغييرات اللازمة لها. و عليه أن يجد الطريقة التي يتصل بها بالتنظيم الأعلى، و أن يعلم أن مدى قرب هذه العلاقة سوف يكون له تأثير كبير علي توظيف النظام الاجتماعي للمدرسة لصالح تحقيق الإهداف المرجوة.

مدرسة المجتمع الإنساني:
والإدارة المدرسية يمكن أن تجعل المدرسة مجتمعا إنسانيا قبل أن يكون مكانا لتلقي العلم من خلال ما يلي:

  • العلاقة الشخصية بين مدير المدرسة والمدرسين والتلاميذ وأولياء الأمور والمجتمع المحلي
  • العلاقة بين هيئة التدريس أنفسهم
  • العلاقة بين تلاميذ المدرسة أنفسهم
  • العلاقة بين المدرسين والتلاميذ في كل صف
  • العلاقة بين التلاميذ وغيرهم من العاملين من غير المدرسين

هكذا تجعل الإدارة المدرسية من المدرسة مؤسسة اجتماعية تلعب دوراً  كبيرا في عملية التنشئة الاجتماعية الصالحة الى جانب دورها التربوي في خلق مواطن صالح و سوي.

نخلص من كل ما سبق الى أن مهنة مدير المدرسة لها خواص و مميزات و صفات شخصية و خلقية و نفسية واجتماعية تتسم بحسن التصرف و الخبرة  و المعرفة و لها من القدرة على التحليل ما يسهم بدور جلي و كبير في العملية التعليمية. ولا بد أن تكون موضع احترام الآخرين، وهي مهنة تهيء لمن يعمل فيها الفرصة إلي التقدم والنمو.
هذا بالإضافة الى أن مدير المدرسة يجب أن يكون قد قضى مدة مناسبة في التدريس في المرحلة التي يعين بها حتى يكتسب بعد النظر والخبرة الناتجة عن هذا العمل الميداني الذي هو لب العمليات التعليمية ويكون أيضا علي فهم عميق بكل ما يحيط به. و لا ينبغي اختيار القيادة المدرسية إلا بعد تدقيق و دراسة حتى يكون الإختيار مناسباً.
ومن خلال ذلك لا يمكن أن ننكر حقيقة هامة هي: أن من يرغب في مزاولة الإدارة المدرسية لابد أن يدفع ثمنا غاليا إن أراد أن يكون ناجحا لأنه سوف يخصص كثيراً من وقته للعمل، فوقته لن يكون كله ملكاً له.
كما تعتبر الإدارة المدرسية في نظر  أولياء الأمور شيئا هاما جداً في العملية التعليمية والتربوية، فهم يعتبرونها ممثلة للسلطة التعليمية في المدرسة.

 

       عــودة